مقابل عشرات أو حتى مئات الدولارات، لن تضطر بعد اليوم لإلغاء حضور حفل أو مناسبة
ما لمجرد أنك غير متزوج أو مرتبط! والكلام موجّه لكِ أيضاً سيدتي، إذ يبدو أن خدمة
“اسكورت بوي” أي “الفتى المرافق”، بدأت تتسلّل وإن بخفر الى مجتمعنا! حسناً، لنقف
قليلاً هنا قبل الحديث عن وجودها في لبنان، كي نعرّف عن هذه “الخدمة”. معظمنا سمع
بكلمة “جيغولو” وردّدها، وإن كان البعض يستعملها في مكانها غير الصحيح، علماً انها
تندرج في سياق ما نتحدّث عنه. وفي تعريفها لغوياً، تعني شاباً يعمل لقاء بدل مادي
ويشمل عمله مرافقة امرأة ليمارس معها الجنس، أو اصطحابها في زياراتها ولقاءاتها
واجتماعاتها، أو الرقص معها، أو حتى يرافق تحديداً امرأة متقدّمة في السن ويكون
معها في مواقف وأماكن متنوّعة. وهذه المهمات نفسها يمكن أن يؤديها “اسكورت بوي”،
كما يمكن أن تقوم بها “اسكورت غيرل”، أي “الفتاة المرافقة”!
“المرافقة” في
لبنان
اضطرت الشابة جاكلين (28 عاماً) التي تسكن في جونيه، الى
تلبية عشاء عمل في زحلة. وبما أنها ليست متزوجة ولم يتمكن أحد من معارفها من الذهاب
معها في ذلك الوقت، فما كان منها إلاّ العمل بنصيحة صديقتها التي أشارت عليها
باستئجار أحد الشبان اللبنانيين الذين يقدّمون خدمات المرافقة. طبعاً، لم يخلُ
الأمر من الهمسات والتعليقات، فكثر لا يعلمون معنى “اسكورت بوي”، لذا باتوا يرمقون
المترافقين بأقذع الأفكار وأفظعها!
يمكن هذه
المهنة أن تكون مظهراً مقنّعاً من الدعارة، ويمكنها كذلك أن تتخطى ممارسة الجنس
المتاحة أينما كان في لبنان لتشمل مرافق حياتية أخرى، فنحن من يشكّل الأمور
ويقولبها فتتخذ لنفسها أحياناً الأطر التي نسبغها عليها. ويبدو أن “المرافقة”
بمعناها الواسع، والذي لا يشمل في هذا السياق الحراسة أو المواكبة، إنما الإصطحاب
وما يتبعه من خدمات بدأت تطلّ على مجتمعنا وقد تتحوّل قريباً سلعة إستهلاكيّة
زبائنها من الفئة الإجتماعية التي تشعر بالوحدة، وما أكثرهم اليوم! والوحدة، لا
تعني بالضرورة رجلاً أو إمرأة ليسا متزوجين أو لا أصدقاء لديهما. فقد يكون المرء
متزوجاً وتفصل بينه وبين شريكه مسافات ليست جغرافية، بل فكرية وعقلية وعاطفية، وقد
يكون محاطاً بالأصدقاء أو لديه حبيب، لكن في لحظة وموقف ما يجد نفسه وحيداً ومجبراً
على حضور مناسبة أو القيام بأمر ما ولا يتمكّن من أدائه منفرداً، فيلجأ عندها الى
طلب النجدة من آخرين يقدّمون خدماتهم لقاء أجر مادي.
فتلك هي المهنة التي يمتنهونها وقد تكون رئيسيّة أو رديفة،
لكن في لبنان بدأت تقدم في شكل إفرادي على ما يبدو.
بين لبنان ودول
الغرب
“يلجأ الرجال والنساء في دول الغرب في مناسبات خاصة، الى
استئجار مرافقين لهم ينقذونهم من وحدة موقّتة أو دائمة يعيشونها”، الكلام للمعالجة
النفسية والأستاذة الجامعية الدكتورة رندا شلّيطا. وباتت هذه الخدمات تُقدّم ضمن
شركات معترف بها بعدما أصبح تقديمها في شكل فردي مشبوهاً وغير لائق، “فيطلب رجل
فتاةً ترافقه في سهرة أو حفل أو أي مناسبة حتى لو كانت مرافقة يومية عادية، والمرأة
بدورها تطلب عند اللزوم رجلاً يرافقها وفي إمكانه تقديم خدمات عدة لها، كأن يقود
لها السيارة ويساعدها في أمورها اليوميّة، أو حتى يمارس الجنس معها أحياناً إن هي
أرادت ذلك”! وتسويق هذه الخدمات هو الذي يحدد أهدافها، “فالشركات التي تقدمها في
أوروبا تتقنها وتقدّم شبّاناً وشابات لديهم إمكانات كبيرة ويتمتعون بالجمال
والوسامة واللباقة واللياقة والتهذيب والثقافة، مما يمكّنهم من حضور اجتماعات
الأعمال أو المناسبات الثقافيّة وغيرها.
وقد
تحوّلت من مجرّد مرافقة في بداياتها الى إقامة علاقة جنسيّة، ثم الى مرافقة شريك في
شتى أموره الحياتيّة وتقديم سائر الخدمات له. وفي الغرب، لا يركزون على فكرة العيب
ولا يفكرون بما هو لائق أو غير لائق، بل يقومون بما يناسبهم ويفعلون ما يرضيهم”.
إذاً، بات هذا الأمر تجارة بفضل شركات تروّج
لخدمات يؤديها رجال ونساء.
وما دامت الشركة التي
تعمل في هذا المضمار، تنتفي عنها تلقائياً صفة الدعارة حتى لو شملت الخدمات ممارسة
الجنس التي قد تأتي نتيجة للمرافقة أحياناً، وحتى لو كانت سبباً مباشراً، تكون
مغلّفة بما يجعلها في منأى من تذييلها بعلامات سوداء.
وماذا عنها في مجتمعنا؟ تجد شليطا في “اسكورت بوي” في لبنان
نوعاً من “الحضارة المستجدّة التي توحي بأن الإنسان يستطيع أن يتخطى وحدته ويشتري
رفقة بواسطة المال.
وأن يكون لدينا شريك يرافقنا
في المناسبات هو نوع من تقليد الغرب. فالمساكنة لا تزال غير معلنة في مجتمعنا، حتى
أن بعض العائلات في بعض المناطق لا يزال يرفض فكرة “المصاحبة”، أي أن يجتمع الشاب
والفتاة في ارتباط غير رسمي”.
وترى أن هذه
الظاهرة ستبدأ أولاً في عالم الطبقات الثريّة، لتلحق بها في ما بعد الطبقات الأخرى.
نرجسيّة ومغامرة وجني أموال
أسئلة كثيرة تطرق فضولك
وترغب في معرفة المزيد عن المرافقة. لكن قبل أي شيء، المرافِق أو المرافِقة لا
يتقدمان بالضرورة على أنهما مرتبطان. وإذا حصل ذلك، ترى كلاً منهما يقدّم خدماته
لمن يحتاج إليها لقاء بدل مادي في أماكن متنوّعة لا تربط بين الأشخاص فيها أي
معرفة. وفي لبنان، بدأت هذه الخدمات تُقدّم ضمن نطاق مجموعات الأصدقاء، فيطلب صديق
أو صديقة من شخص مقرّب يعرفه ويثق فيه، مرافقته الى مناسبة إجتماعية لقاء نحو 400
دولار، قد تزيد أو تقلّ، وتتوسع الدائرة من خلال نقل المعلومات من شخص الى آخر.
لكن لماذا يصبح الشاب “اسكورت بوي”؟ الى جانب
الربح المادي، ثمة أمور تدغدغ خياله وتدفعه الى خوض التجربة، منها كما يقول بيار
الذي على ما يبدو بدأت أعماله في المرافقة تزدهر، علماً أنه يعمل في مصرف ووظيفته
جيدة: “هناك حبّ المغامرة، فكل ما هو جديد مثير”. كذلك يشير الى النزعة النرجسيّة
التي تدخل في السياق، كيف؟ “شعور خاص لست أدري إذا كان تعميمه جائزاً. شخصياً أشعر
بأن رجولتي تتعزّز عندما تطلب مني إحدى الفتيات اللواتي أعرفهن مرافقتها، فهي على
استعداد أن تدفع لي كي أكون معها!”.
ما لمجرد أنك غير متزوج أو مرتبط! والكلام موجّه لكِ أيضاً سيدتي، إذ يبدو أن خدمة
“اسكورت بوي” أي “الفتى المرافق”، بدأت تتسلّل وإن بخفر الى مجتمعنا! حسناً، لنقف
قليلاً هنا قبل الحديث عن وجودها في لبنان، كي نعرّف عن هذه “الخدمة”. معظمنا سمع
بكلمة “جيغولو” وردّدها، وإن كان البعض يستعملها في مكانها غير الصحيح، علماً انها
تندرج في سياق ما نتحدّث عنه. وفي تعريفها لغوياً، تعني شاباً يعمل لقاء بدل مادي
ويشمل عمله مرافقة امرأة ليمارس معها الجنس، أو اصطحابها في زياراتها ولقاءاتها
واجتماعاتها، أو الرقص معها، أو حتى يرافق تحديداً امرأة متقدّمة في السن ويكون
معها في مواقف وأماكن متنوّعة. وهذه المهمات نفسها يمكن أن يؤديها “اسكورت بوي”،
كما يمكن أن تقوم بها “اسكورت غيرل”، أي “الفتاة المرافقة”!
“المرافقة” في
لبنان
اضطرت الشابة جاكلين (28 عاماً) التي تسكن في جونيه، الى
تلبية عشاء عمل في زحلة. وبما أنها ليست متزوجة ولم يتمكن أحد من معارفها من الذهاب
معها في ذلك الوقت، فما كان منها إلاّ العمل بنصيحة صديقتها التي أشارت عليها
باستئجار أحد الشبان اللبنانيين الذين يقدّمون خدمات المرافقة. طبعاً، لم يخلُ
الأمر من الهمسات والتعليقات، فكثر لا يعلمون معنى “اسكورت بوي”، لذا باتوا يرمقون
المترافقين بأقذع الأفكار وأفظعها!
يمكن هذه
المهنة أن تكون مظهراً مقنّعاً من الدعارة، ويمكنها كذلك أن تتخطى ممارسة الجنس
المتاحة أينما كان في لبنان لتشمل مرافق حياتية أخرى، فنحن من يشكّل الأمور
ويقولبها فتتخذ لنفسها أحياناً الأطر التي نسبغها عليها. ويبدو أن “المرافقة”
بمعناها الواسع، والذي لا يشمل في هذا السياق الحراسة أو المواكبة، إنما الإصطحاب
وما يتبعه من خدمات بدأت تطلّ على مجتمعنا وقد تتحوّل قريباً سلعة إستهلاكيّة
زبائنها من الفئة الإجتماعية التي تشعر بالوحدة، وما أكثرهم اليوم! والوحدة، لا
تعني بالضرورة رجلاً أو إمرأة ليسا متزوجين أو لا أصدقاء لديهما. فقد يكون المرء
متزوجاً وتفصل بينه وبين شريكه مسافات ليست جغرافية، بل فكرية وعقلية وعاطفية، وقد
يكون محاطاً بالأصدقاء أو لديه حبيب، لكن في لحظة وموقف ما يجد نفسه وحيداً ومجبراً
على حضور مناسبة أو القيام بأمر ما ولا يتمكّن من أدائه منفرداً، فيلجأ عندها الى
طلب النجدة من آخرين يقدّمون خدماتهم لقاء أجر مادي.
فتلك هي المهنة التي يمتنهونها وقد تكون رئيسيّة أو رديفة،
لكن في لبنان بدأت تقدم في شكل إفرادي على ما يبدو.
بين لبنان ودول
الغرب
“يلجأ الرجال والنساء في دول الغرب في مناسبات خاصة، الى
استئجار مرافقين لهم ينقذونهم من وحدة موقّتة أو دائمة يعيشونها”، الكلام للمعالجة
النفسية والأستاذة الجامعية الدكتورة رندا شلّيطا. وباتت هذه الخدمات تُقدّم ضمن
شركات معترف بها بعدما أصبح تقديمها في شكل فردي مشبوهاً وغير لائق، “فيطلب رجل
فتاةً ترافقه في سهرة أو حفل أو أي مناسبة حتى لو كانت مرافقة يومية عادية، والمرأة
بدورها تطلب عند اللزوم رجلاً يرافقها وفي إمكانه تقديم خدمات عدة لها، كأن يقود
لها السيارة ويساعدها في أمورها اليوميّة، أو حتى يمارس الجنس معها أحياناً إن هي
أرادت ذلك”! وتسويق هذه الخدمات هو الذي يحدد أهدافها، “فالشركات التي تقدمها في
أوروبا تتقنها وتقدّم شبّاناً وشابات لديهم إمكانات كبيرة ويتمتعون بالجمال
والوسامة واللباقة واللياقة والتهذيب والثقافة، مما يمكّنهم من حضور اجتماعات
الأعمال أو المناسبات الثقافيّة وغيرها.
وقد
تحوّلت من مجرّد مرافقة في بداياتها الى إقامة علاقة جنسيّة، ثم الى مرافقة شريك في
شتى أموره الحياتيّة وتقديم سائر الخدمات له. وفي الغرب، لا يركزون على فكرة العيب
ولا يفكرون بما هو لائق أو غير لائق، بل يقومون بما يناسبهم ويفعلون ما يرضيهم”.
إذاً، بات هذا الأمر تجارة بفضل شركات تروّج
لخدمات يؤديها رجال ونساء.
وما دامت الشركة التي
تعمل في هذا المضمار، تنتفي عنها تلقائياً صفة الدعارة حتى لو شملت الخدمات ممارسة
الجنس التي قد تأتي نتيجة للمرافقة أحياناً، وحتى لو كانت سبباً مباشراً، تكون
مغلّفة بما يجعلها في منأى من تذييلها بعلامات سوداء.
وماذا عنها في مجتمعنا؟ تجد شليطا في “اسكورت بوي” في لبنان
نوعاً من “الحضارة المستجدّة التي توحي بأن الإنسان يستطيع أن يتخطى وحدته ويشتري
رفقة بواسطة المال.
وأن يكون لدينا شريك يرافقنا
في المناسبات هو نوع من تقليد الغرب. فالمساكنة لا تزال غير معلنة في مجتمعنا، حتى
أن بعض العائلات في بعض المناطق لا يزال يرفض فكرة “المصاحبة”، أي أن يجتمع الشاب
والفتاة في ارتباط غير رسمي”.
وترى أن هذه
الظاهرة ستبدأ أولاً في عالم الطبقات الثريّة، لتلحق بها في ما بعد الطبقات الأخرى.
نرجسيّة ومغامرة وجني أموال
أسئلة كثيرة تطرق فضولك
وترغب في معرفة المزيد عن المرافقة. لكن قبل أي شيء، المرافِق أو المرافِقة لا
يتقدمان بالضرورة على أنهما مرتبطان. وإذا حصل ذلك، ترى كلاً منهما يقدّم خدماته
لمن يحتاج إليها لقاء بدل مادي في أماكن متنوّعة لا تربط بين الأشخاص فيها أي
معرفة. وفي لبنان، بدأت هذه الخدمات تُقدّم ضمن نطاق مجموعات الأصدقاء، فيطلب صديق
أو صديقة من شخص مقرّب يعرفه ويثق فيه، مرافقته الى مناسبة إجتماعية لقاء نحو 400
دولار، قد تزيد أو تقلّ، وتتوسع الدائرة من خلال نقل المعلومات من شخص الى آخر.
لكن لماذا يصبح الشاب “اسكورت بوي”؟ الى جانب
الربح المادي، ثمة أمور تدغدغ خياله وتدفعه الى خوض التجربة، منها كما يقول بيار
الذي على ما يبدو بدأت أعماله في المرافقة تزدهر، علماً أنه يعمل في مصرف ووظيفته
جيدة: “هناك حبّ المغامرة، فكل ما هو جديد مثير”. كذلك يشير الى النزعة النرجسيّة
التي تدخل في السياق، كيف؟ “شعور خاص لست أدري إذا كان تعميمه جائزاً. شخصياً أشعر
بأن رجولتي تتعزّز عندما تطلب مني إحدى الفتيات اللواتي أعرفهن مرافقتها، فهي على
استعداد أن تدفع لي كي أكون معها!”.