يلجأ الكثير من الرجال والسيدات إلى هجر فراش الزوجية كنوع من العقاب للطرف الآخر ، أو لعدم القدرة على الاستجابة الحسية له لكثرة المشاكل الزوجية والتراكمات التي تزيد يوماً بعد يوم .
فكثيراً ما تستخدم العلاقة الحميمة لحل المشكلات التي لا نستطيع أن نتناسى ما ارتبطت به مشاعرنا كلما تذكرناها ، وأن نفرغ تلك الشحنات المكبوتة لدينا من غضب وألم ناتج عن تصرفات الطرف الآخر عن طريق حرمانه من الاقتراب من المتعة والقرب الحميمي ، وتعبيراً عما لا نستطيع البوح به بالصمت والابتعاد .
ومن المعروف أنّ الهدف من العلاقة الحميمة المعاشرة بالمعروف ، وتبادل وجوه المحبة والتعبير عنها وعن الرغبة في مشاركة المتعة ، واقتسامها مع الطرف الأخر.
تحذير من استخدام عقاب الهجر السريري :
يحذر الأطباء وخبراء العلاقات الزوجية من استخدام هذه الوسيلة ، معللين ذلك بأنّ فترة الهجر من شأنها أن تؤثر سلباً على الحياة الزوجية فتتسبب في الفتور في المشاعر ، وإطفاء توهج الإثارة بين الزوجين .
وقد أثبتت الدراسات العلمية أنّ الحرمان العاطفي يسبب اضطرابات صحية وعاطفية ونفسية ، وعلى العكس فإنّ الممارسة شرط أن تكون علاقة زوجية حلال لها العديد من الفوائد الصحية النفسية من غير الحكمة أن يحرم الأزواج أنفسهم من فوائدها .
وهذا حسب ما أكدته آخر الأبحاث الأمريكية العالمية ، حيث يقول مدير المعهد الصحي الجنسي بجامعة هارفارد إنّ العلاقة المنتظمة تساعد على تحقيق العديد من الفوائد الصحية .
أسباب أخرى للهجر السريري :
* يبحث الرجل دائماً عن الأمر الغير متاح ، وكما قيل كل ممنوع مرغوب فأحياناً قد يصاب بالرتابة من التكرار بنفس الأسلوب فيتعمد الدلال بالامتناع أحياناً .
* قد يبعد الزوج عن ممارسة العلاقة الخاصة انشغال ذهني ونفسي شديدين متعلقين بأمور معينة سواء مصيرية كعمل أو صفقة أو تجارة أو بيت أو غير مصيرية كمشاكل مع الأهل أو الأصدقاء أو حتى مشاكل مع الزوجة ما يضعف قواه ورغبته في ممارسة العلاقة وهذا لا يعدّ هجراً إذا كان في حدود المبرر والمعقول .
* الفتور الناتج عن عدم الموازنة بمعنى أنه حين تشعر الزوجة بحاجته إليها تلبي النداء دون فن أو تمنع أنثوي غير مبالغ فيه فيشعر هو بالملل وعدم وجود التحدي وكأنه طعام أو شراب لا جديد فيه ، والعكس صحيح .
* الهجر لسبب آخر وهو ما قد لا يستطيع أي من الطرفين الإفصاح عنه وهي النظافة الشخصية فيجب الاهتمام بها جيداً ، والتركيز على أنّ العلاقة ليس بممارسة فعل معين إنما هي عين تشتهي ، وأذن تستمع ، وأنف يتلذذ بالطيب من الرائحة ومن بعد كل ذلك هو فعل معين .
وأخيراً ينصح خبراء العلاقات الزوجية باستخدام الأساليب الأخرى في العقاب ومحاولة استخدام العلاقة الحميمة في التخلص من المشاعر السلبية ، وتفجير الكبت والطاقات بينهما بدلاً من الهجر والابتعاد ، الذي يعد وسيلة لزيادة الفجوة بين الزوجين لأنّ النفس تأبى استخدام العلاقة الزوجية الحميمة كوسيلة ضغط أو ابتزاز .