كشفت بعض الدراسات الجديدة، أن معظم الرجال الأوربيين يميلون إلى الكذب حين يتعلق الأمر بمؤخرات صديقاتهم أثناء قيامهن بتجربة ملابس جديدة. ووجدت هذه الدراسات، التي نشرتها صحيفة “ديلي ميل”، أن 35% من الرجال يكذبون حين تسألهم نساؤهم عن مؤخراتهن، في حين يميل البقية إلى تغيير الموضوع أو إلقاء اللوم على لون الفساتين التي يجربنها، لكن ماذا عن الرجال الشرقيين.
ما هو الكذب؟
هو الحديث والقول الذي يجافي الحقيقة، ويصوغها “الكاذب” بطريقة مزيفة أو رواية مؤلفة من أجل الوصول إلى هدف معين، ناهيك عن الأسباب التي قد تكون في أغلب الأحيان غير هامة، وهي طبيعية في صغر السن نتيجة الغموض القائم في ذهن الأطفال وعدم القدرة على التمييز بين الحقيقة والخيال.
الطفولة .. بين الصدق والكذب
البيئة المحيطة بالطفل من الأهل والأقارب والأصدقاء والشارع هي أكثر العوامل المؤثرة في نمو ونشوء الطفل وزيادة موسوعته الخيالية. ولكن يجب ألا يتحول الكذب مع الطفل الى صورته السيئة فالكذب صفة غالبية الأطفال، وفي هذا الموضوع يقول الخبراء إنه في الرابعة تقريبا من العمر يكتشف الطفل وجود خيار جديد في الحياة، وهو أنه يستطيع أن لا يقول كل شيء، بعدها يكتشف أن بإمكانه إختراع القصص بمختلف الأشكال والألوان .
الطفل يتعلم الصدق من المحيطين به إذا كانوا يراعون الصدق في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، في حين أن الطفل الذي يعيش في بيت يكثر فيه الكذب لا شك بأنه يتعلمه بسهولة، خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية والخيال الواسع، فالطفل قد يقلد من حوله، فيتعود منذ طفولته على الكذب.
الكذب في الحب والإلهام
مهما كانت مشاعرك وحبك للآخر كبيرة فإن هناك بعض التفاصيل التي تخجل في شرحها أمام من تحب. فأنت تدرك أنك وبطرحك تلك التفاصيل قد تفقد المرء وربما تخسره للأبد، وهنا نتساءل هل هذا هو الداعي لكي تكذب في أشياء ربما عند إكتشافها تندم أنك كذبت فيها.
الكذب هو الكذب ولا يوجد اسم بديل له، والحب يفرض علينا أن نصارح من نحب بحقيقتنا أو بأي شيء مهما كان صعبا، وترك الخيار له كي يقبلنا أو يرفضنا بكل عيوبنا ومميزاتنا .
الكذب هو الكذب ولا يوجد اسم بديل له، والحب يفرض علينا أن نصارح من نحب بحقيقتنا أو بأي شيء مهما كان صعبا، وترك الخيار له كي يقبلنا أو يرفضنا بكل عيوبنا ومميزاتنا .
وفي هذا السياق أود الإشارة إلى دراسات علمية قالت إن الرجال في بريطانيا يتعاملون بحساسية شديدة عند الحديث عن حجم المؤخرات أو رائحة الجسد مع زميلات العمل، في حين تعتبر النساء أكثر إقداما منهم وبمعدل مرتين، لإبلاغ زميل ما في العمل بأن رائحة جسده كريهة. كما تشير هذه البحوث الفريدة من نوعها على مجتمعنا التقليدي إلى أن النساء أسوأ من الرجال في مسألة ترتيب المواعيد مع أشخاص لا يعتزمون لقائهم لذلك يلجأن للكذب، حيث أن 30% من الرجال اعترفوا بأنهم رتبوا مواعيد مع نساء لا يرغبون في الظهور معهن في العلن وأمام العامة، بالمقارنة مع 50% من النساء .
وبالحديث عن الارقام تشير البيانات إلى أن 28% من الجنسين اعترفوا بأنهم أعطوا أرقام هواتف وهمية لأشخاص تعرفوا عليهم، وأن واحدا من كل 10 أشخاص أقر بأنه فشل في الكشف عن وضعه الاجتماعي وما إذا كان متزوجا أو يقيم علاقة غرامية، عند التعرف على شخص جديد .
لكن سؤالي يبقى نفسه، لماذا يكذب المرء ولماذا تزداد هذه الظاهرة لدى الرجال الشرقيين؟ وهل هناك شك في أن الكذب دليل على ضعف الشخصية وعدم القدرة على مواجهة الحياة وتحمل المسؤولية حتى في المسائل اليومية. وأليس هذا مرض أصبحنا نراه يوميا في مجتمعاتنا التي تتطلع إلى التغيير وتبحث عن الطريق الصحيح لذلك، وأليس الكبت والمغالاة في وضع ضوابط اجتماعية أوصلتنا إلى ما نحن عليه حتى عندما ننظر إلى جسم إمراة جميلة ولا نستطيع التعبير عن ذلك.
بقلم هاني جبران