خطت المرأة في المملكة العربية السعودية خطوات ناجحة وكبيرة في وقت قصير وهي تحاول أن تغير صورتها النمطية وتلك الأحكام المسبقة عنها التي تحملها وسائل الإعلام في العالم وتقدمها كأنها الحقيقة. نفكر في هذا العام فقط ونرى هيفاء المنصور مخرجة سينمائية سعودية في مهرجان البندقية بإيطاليا، أو نستعيد مشاركة الرياضيات السعوديات لأول مرة هذا العام في الأولمبياد، وكان تغيير الصورة الخارجية هذا مصحوباً بتغييرات مهمة داخل المملكة، من خلال مؤشرات واضحة أن هناك رغبة حقيقية في تمكين المرأة السعودية بدأت منذ القرار الذي اتخذه جلالة الملك عبدالله الثاني سبتمبر 2011 بأن تكون المرأة السعودية عضوا في مجلس الشورى وكذلك في مجالس البلدية، ثم إنشاء مدينة صناعية خاصة بالنساء لمحاربة البطالة بين الفتيات، ثم تخصيص بعض المهن للنساء فقط وهي طريقة لدفع المرأة للعمل وتسهيل الظروف الاجتماعية لها. يضاف إلى ذلك الحماس من الفتيات أنفسهن على دراسة تخصصات لم يكن يطرقنها من قبل مثل المحاماة الهندسة والبحث العلمي.
سيدة الأعمال زينب ماحي وهي صاحبة مصنع للطوب الإسمنتي فتقول لأنا “زهرة” : “في عهد جلالة الملك عبد الله حصلنا على مالم نكن نتوقع ومالم نحصل عليه من قبل. الفرق كبير فيما تعيشه المرأة السعودية الآن عما عاشته سابقاً. أنا أعمل في مجال كان حكرا على الرجال، ولكني أنزل إلى الميدان وأباشر العمل بنفسي في مواقع العمل من دون مشاكل وهذا لم يكن ممكناً في السنوات القليلة الماضية، إنها نهضة اجتماعية وثقافية أيضاً”.
الشاعرة أشجان الهندي ترى أن “المرأة السعودية ليست قاصراً و لا مُقصّرة، و للأسف فإن النظرةُ القاصرة -من البعض- لما تقدمه من أدوار مميّزة قي مجتمعها نظرةٌ لا تليقُ بإنجازاتها الكبيرة و المشهودة”.
ونظراً لصعوبات التجربة التي أحاطت بإنجازاات المرأة السعودية تبين الهندي لـ”أنا زهرة” أن المرأة السعودية “حققت أدوارها و لعبتها بجدارة و صبر و كسبتها عن استحقاق؛ فهي إمرأة متعلّمة و عاملة، و قبل هذا و ذاك هي أم و صانعة أجيال.. و إمرأة بهذا المستوى من العطاء المُغلّف بالحب لوطنها و لفكرة (البذل) المُلتحمة بتكوينها لجديرة بأخذ كل حقٍ مشروعٍ لها و دون تأخير. جديرة بأن تعيش دورها التكاملي مع الرجل لبناء هذه الأرض و تنمية هذا الوطن و رسم أهدافه و صنعها و تحقيقها.
فإلى ماذا تتطلع الهندي إذن؟ نسألها، فتجيب” أتمنى أن لا أرى في وطني أي مكان تستحق أن تكون فيه المرأة بجدارة خالٍ منها..و هي قادرة بإذن الله؛ فلنمنحها التقدير و نضع (المرأة) المناسية في المكان المناسب فقد طال إنتظار مجتمعنا لنصفه الأحلى”.
صاحبة مبادرة “بلدي” سيدة الأعمال نائلة العطار تقول أن على الرجال في السعودية أن يتبعوا خطى مليكهم الذي أعطى المرأة الحق في المشاركة السياسية وعليهم أن يتخذوه قدوة لهم، فمن الحكمة ومن مصلحة المجتمع تمكين المرأة. وتضيف “إننا نعيش العصر الذهبي للمرأة السعودية ونشهد كثيرا من التغيرات الكبيرة والمهمة التي لم يسبق لها مثيل قبل عهد جلالة الملك عبدالله”. إذن فإلى ماذا تطمح المرأة في السعودية ” تطمح للمزيد من المشاركة السياسية لتمكين المرأة أكثر من التعليم والتدريب والعمل بحيث تصبح قادرة على أن تكون من صناع القرار”.
وبحسب الناشطة السعودية سهلية زين العابدين فإن “المرأة السعودية تستطيع العمل والبدء في مشروع الآن من دون الحاجة لإذن وليها”. ولكن ذللك لا يعني أنهن لسن بحاجة للمزيد من التعديلات في القوانين فمثلاً تأمل المرأة السعودية بأن تحصل على الحق في السفر إلى منحة دراسية من دون محرم.
وتؤكد زين العابدين”المشاركة السياسية هي أهم الحقوق التي حصلت عليها المرلااة السعودية من مليكنا المحبوب. والمرأة السعودية ناجحة أكثر من أيس وقت مضى لأن ملكنا آمن بقدراتنا وقد أثبتت أنها متميزة وناجحة ومؤهلة لخوض هذه التجربة”.
الكاتبة الصحافية والأكاديمية أميرة كشغري ترى أن هناك محاولة جدية وحقيقية لتمكين المرأة السعودية في مجالات مختلفة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وفكريا في السبعة أعوام الأخيرة، وتبين لـ”عرب نيوز”أن هذا التمكين غير فكرة المرأة السعودية عن نفسها أيضاً وأعطاهن جرعة من الثقة ودفعن للمبادرة”. وتوضح كشغري أن تمكين المرأة يعني تمكين المجتمع وهذا ينعكس على التطور الاقتصادي والثقافي والاجتماعي.