جنود يجبرون النساء على خلع ملابسهن

تنتشر صور على شبكة الإنترنت تظهر غينيات عاريات يتعرضن للإذلال وسط الشارع خلال أعمال القمع التي وقعت في 28 سبتمبر/أيلول الماضي داخل أحد ملاعب العاصمة كوناكري. ويؤكد أحد مصادرنا أنه كان شاهدًا على حادثة تعرية المرأة الظاهرة في هذه الصورة.


وقد نشرت عدة صور على منتدى Guinée News لنساء عاريات أو تجري تعريتهن، في الثلاثين من سبتمبر/أيلول كما بلغت موقعَنا صور عن هذه الأحداث. غير أننا نكتفي هنا بنشر صورة واحدة بعد تغشية وجه الضحية.

وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي قد طالبت بفتح تحقيق بشأن التجاوزات التي ارتكبها العسكر. كما أصرت على ضرورة "إحالة المسؤولين عن عمليات الإعدام بدون محاكمة وعمليات الاغتصاب وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان أمام القضاء".

المساهمون

الأمين كامارا


نانكوما


kouyate

"رأيت هذه المرأة بأم العين"

الأمين كامارا (اسم مستعار) صحافي يعمل لحساب إذاعة في غينيا وهو يؤكد أنه كان شاهدًا على حادثة تعرية هذه المرأة.

كنت أغطي التظاهرة لصالح الإذاعة. حاول الجميع الركض للنجاة بحياتهم بعد أن بدأ إطلاق النار. عند أحد مخارج الملعب، رأيت هذه المرأة. كانت ممدة على الأرض وأحد الجنود ينزع عنها ثيابها. لا أدري ما الذي حصل بعد ذلك إذ كان علينا الهروب. لكن أثناء خروجي رأيت عدة نساء يتعرضن للضرب على أيدي عسكريين. فكلما كان يضع الجنود أيديهم على امرأة تخرج من الملعب، كانوا يسألونها عما تقوم به هنا وعن سبب تظاهرها. لم يسبق لي أن سمعت حوادث مشابهة في غينيا. لقد صدم الغينيون بما جرى".

الأمين كامارا

"ليست أختي. أفعل بها ما أشاء!"

ناكوما صحافي كان موجودًا أيضًا خلال التظاهرة. لم يرَ المرأة الواردة في الصورة أعلاه لكنه شاهد عدة نساء تعرّضن للاعتداءات.

بوسعي أن أؤكد أن عدة نساء تعرّضن للضرب. حين سمعنا فرقعة الأسلحة العسكرية، عمّت الفوضى. لقد كان الجنود مدججين بالسلاح. حاول المتظاهرون خلع بوابة الملعب للخروج. وعند مروري بالقرب من حمامات النساء المجاورة للملعب، شاهدت جنديًا يمزق سروال إحدى النساء. في ذاك المكان، كان هناك خمس نساء أخريات، إحداهن تربو على الستين من العمر، كلّهن عاريات وسط الحشود. لم يكنّ بين أيدي العسكر. إحداهن كانت على الأرض تصرخ وتبكي. ربما تعرضت للاغتصاب. شاهدت شرطيان يحاولان التدخل كي يسمح الجنودُ للنساء بالرحيل. لكن أحد الجنود راح يصرخ: "لماذا لم تمكث في منزلها؟ ليست أختي، ليست ابنة عمّي، أفعل بها ما أشاء!".

نانكوما

"مرّ كامارا أمام فتاة شابة. قدّمها إلى بليز كومباوري على أنها فتاة جرحت خلال التدافع"

كوياتي طالب في كوناكري.

قصدت الاثنين الماضي مستشفى دونكا حيث يعالج ضحايا أعمال العنف. كان داديس كامارا [رئيس المجلس العسكري الانقلابي في غينيا] يزور المكان برفقة بليز كومباروي [رئيس بوركينا فاسو]. مرّ كامارا أمام فتاة شابة. قدّمها إلى بليز كومباوري على أنها فتاة جرحت خلال التدافع. لكن بعد مغادرتهما المكان، راحت الفتاة تبكي. فاقتربت منها وسألتها عن سبب بكائها فشرحت لي سبب حزنها. أخبرتني أنها تعرضت للضرب والاغتصاب على أيدي عسكريين وأنها أدخلت المستشفى عقب ذلك. وقد آلمها كثيرًا أن يتمّ تقديمها كضحية عرضية للتدافع.
تحدثت في اليوم ذاته إلى أحد أصدقائي، واسمه سيسي، الذي روى لي كيف أن اغتصابًا أنقذ حياته. فعند خروجه من الملعب، أوقفه عسكريّ فأعطاه، صديقي، هاتفه الجوال وما يحمله من مال لكن الجنديّ استمر في تهديده بالسلاح. وكان سبق له أن أوقف فتاة نزع عنها الكثير من الثياب. وحين رأت الفتاة أن العسكريّ مشغول بسلب صديقي، حاولت الفرار. وهذا ما أنقذ سيسي لأن العسكريّ راح يطاردها وما أن أمسك بها حتى اغتصبها ما سمح لصديقي بالهروب".